أضيف بواسطة : أ.هشام جمعة
أضيف بتاريخ : 09/01/2024
عدد المشاهدات : 25910
ما هي الموسيقي
هى كل صوت منغم تسمعه الأذن وترتاح له .. سواء كان هذا الصوت بشرى أو صادر من الطيور أو من الطبيعة .. أو من أحد الألآت ... فصوت العصافير مثل البلابل والكناريا والكروان مثلاً .. صوت جميل وفيه عذوبة وترتاح له الأذن .. هذا صوت موسيقى ..
وإذا إستمعنا إلى أحد قراء القرأن الكريم أثناء تلاوته لأحد آيات الذكر الحكيم .. سنجد أنه يقرأ بإتباع أحد المقامات الموسيقية .. فهناك من يقرأ من مقام الراست .. وهناك من يقرأ من مقام السيكا أو الحجاز .. ألخ ..
والآذان نفسه ( آذان الظهر أو العصر .. ) يتبع نفس الأسلوب ..
وخلاصة القول أن كل صوت صادر من الإنسان غير الكلام العادى .. يعتبر صوت موسيقى ( بإستثناء الصراخ طبعاً .. ) ..
إذن .. نحن نتعامل بالموسيقى فى حياتنا اليومية ونسمعها أردنا أم لم نرد ..
ولقد إتضح .. أن الكثير يحبون سماع الأناشيد الدينية .. والبعض يقوم بإنشاد بعضها .. والبعض الأخر يريد التعلم .. ولكن كانت العقبة الكبرى فى طريق هؤلاء .. هى عدم معرفتهم بأساليب الإنشاد الصحيحة .. لأنهم لايعرفون عن علم النغم شيئاً ..
وسنبدأ بإذن الله فى تعلم أصول الإنشاد الصحيح عن طريق معرفتنا بأصول علم النغم ..
الآن نبدأ درسنا فى سلسلة دروس علم النغم ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلم الموسيقى :
ماهو السلم الموسيقى ؟ .. ولماذا سمى بهذا الإسم ؟ ..
السلم الموسيقى هو عبارة عن مجموعة من النغمات الصوتية التى نستخدمها فى الإنشاد .. وهى بالتحديد سبع نغمات ..
وهى : سى . لا . صول . فا . مى . رى . دو . وهى تقرأ من الشمال إلى اليمين .. أى تبدأ بنغمة الدو .. ونحن عندما نقرأها .. لابد أن نقرأها منغمة .. كيف ؟ ..
نقرأ حرف الدو بصوت غليظ .. ثم نقرأ حرف الرى بصوت أحدّ .. أى أعلى قليلاً .. ثم نقرأ حرف المى بصوت أعلى .. وهكذا حتى نصل إلى حرف السى .. وكأننا نصعد سلماً .. هل عرفنا لماذا سمى بالسلم الموسيقى ؟ .. ولابد أن نتذكر أن القراءة تتم من اليسار إلى اليمين .. تماماً كما نقرأ اللغة الإنجليزية ..
لأن النغمات الموسيقية ماهى إلا لغة مكونة من سبعة حروف فقط .. ولكم أن تتخيلوا أن هذه السبعة نغمات هى التى تُصاغ منها جميع الألحان مهما كثرت أو تعددت ..
السلم الموسيقى هو عبارة عن سبع نغمات تصاعدية ..
ويمكننا قراءة هذه النغمات هبوطاً .. أى نقرأها من اليمين إلى اليسار وكأننا ننزل السلم .. أى من السى إلى الدو .. وهنا نبدأ من الصوت العالى الحاد حتى نصل للصوت الغليظ المنخفض ..
لعلنا الأن عرفنا ماهو السلم الموسيقى ولماذا سمى بهذا الإسم ..
فى الدرس القادم بمشيئة الله سنتعرف على المدرج الموسيقى وكيفية كتابة هذه النغمات عليه ..
وأرجو ألا نتعجل لأن المنهج طويل ومتشعب .. ولابد أن نسير معه خطوة بخطوة حتى نصل إلى مانريده من معرفة كافية بهذا العلم
المدرج الموسيقى وكيفية كتابة النغمات عليه ..
ماهو المدرج الموسيقى ؟ ..
المدرج الموسيقى هو مجموعة الأسطر التى نكتب عليها النغمات تمهيداً لقراءتها وإنشادها أو عزفها بأى آلة ..
والمدرج الموسيقى مكون من خمسة أسطر .. والصورة التالية توضح شكل المدرج ..
وقد يتساءل البعض .. لماذا هو بهذا الشكل ؟
ونجيب بالقول بأن النغمات تكتب فوق بعضها لتمثل الصعود والهبوط .. لذا يجب أن يكون المدرج الموسيقى عبارة عن درجات مثل السلم ..
وكما نرى فى الصورة السابقة .. المدرج عبارة عن خمس خطوط يفصل بينهم أربع مسافات .. وكل خط من هذه الخطوط يسمى بإسم النغمة التى تكتب عليه .. وكذلك المسافات التى بين الخطوط .. تسمى بإسم النغمة التى تكتب عليها ..
والصورة التالية توضح أسماء الخطوط والمسافات فى المدرج الموسيقى ..
ولعلنا نلاحظ تكرار بعض النغمات على المدرج .. مثل نغمة المى .. فهى موجودة فى أول خط من الأسفل ثم تكررت فى المسافة الرابعة .. وهذا طبيعى .. لأن نغمة المى السفلى .. هى نغمة غليظة ومنخفضة .. أما نغمة المى العليا فهى نغمة حادة ومرتفعة .. حتى يتسنى لنا تأليف الجملة اللحنية كما نشاء .. فالسلم الموسيقى المكون من سبعة درجات كما ذكرنا سابقاً .. يمكن أن يتكرر عدة مرات .. وكل سلم يرتفع عن سابقه فى النغمات .. كما لو أننا وضعنا عدة سلالم فوق بعضها حتى يمكننا الصعود أكثر فأكثر ..
وإذا نظرنا لصورة البيانو التالية ..
سنجد لوحة المفاتيح متعددة الأصابع .. والسبب أنها عبارة عن سلالم متجاورة .. وكل إصبع من هذه الأصابع يعبر عن نغمة أعلى من سابقتها .. فلو قمنا بالضغط على أول إصبع من اليسار .. سنسمع صوتاً غليظاً جداً .. وإذا قمنا بالضغط على أخر إصبع من اليمين .. سنسمع صوتاً حاداً جداً يشبه الصفير ..
وإلى هنا يبدو أننا أخذنا فكرة كاملة عن المدرج الموسيقى وكيفية كتابة النغمات عليه ..
وهاقد جاءت الفرصة لكى نتحدث عن المقامات ... ماهى المقامات ؟
كلنا نسمع عن المقامات الموسيقية .. والبعض منا لايعرف عنها شيئاً ويريد أن يعرف .. والبعض الأخر يعرف بعض المعلومات ويريد أن يستزيد ..
المقامات الموسيقية بكل بساطة هى وسيلة الموسيقى فى التعبير عن الحالة المزاجية للإنسان ..
( فرح ، حزن ، سرور ، شجن .. إلخ ) ..
ولكل مقام من المقامات طبيعته الخاصة .. فمقام الصبا مثلاً يعبر عن الحزن والأسى .. عكس مقام الكورد الذى يعبر عن الإنطلاق والحرية .. ومقام الحجاز مقام هو ديني .. لذا فإن معظم المؤذنين يرفعون الأذان منه .. ومقام البياتى يعبر عن السلطنة .. لذا فإن معظم المواويل تقال منه .. كما وأن آلة العود مثلاً تقول أحسن التقاسيم من مقام البياتى ... وهكذا ..
دعونا الأن نتكلم بشئ من التفصيل عن المقامات ..
المقامات الغربية :
فى الحقيقة هى لاتسمى مقامات عند الغرب .. ولكن تسمى سلالم وهى عبارة عن سلمان رئيسيان ..
هما سلم المانير ( صغير ) وسلم الماجير ( كبير ) .. فقط لاغير .. ويتفرع منهما بالطبع عدة سلالم ..
المقامات الشرقية :
فى الحقيقة فإن الموسيقى الشرقية قد جمعت بين المقامات الغربية والمقامات الشرقية .. وأهم مايميز المقامات الشرقية ..
هى نغمة ( الربع تون ) .. ولابد أن نتوقف هنا قليلاً لكى نتعرف على الربع تون ..
أولاً : ماهو الربع تون ؟ .. وماهو التون نفسه ؟ ..
التون هو المسافة بين درجة السلم الموسيقى والدرجة التى تليها ..
ويمكننا تسمية التون بالنغمة ... ولتقريب المسألة إلى الأذهان .. نعود للدرس السابق الخاص بالسلم الموسيقى .. فإننا قلنا أننا نقرأ السلم الموسيقى من نغمة الدو وحتى نغمى السى وكأننا نصعد سلماً .. أليس كذلك .. حسناً .. إذن المسافة بين نغمة الدو ونغمة الرى مثلاً .. تعتبر تون .. ونصف المسافة تعتبر نصف تون .. وهذا مايتعامل به الغربيون مع موسيقاهم .. أما نحن الشرقيون فإننا أضفنا الربع تون .. وهو ربع المسافة بين النغمة والتى تليها .. وهذا نابع من زيادة إحاسيسنا وعواطفنا الجياشة .. عكس الغربيون اللذين يتعاملون بالمسطرة والخطوط الحادة ..
المازورة :
المازورة الموسيقية هى جزء من الجملة اللحنية .. فالعمل اللحنى بأكمله يتكون من مجموعة من الموازير المتساوية حسب الزمن الموسيقى الذى يسير عليه اللحن .. فإذا قلنا مثلاً 1 ، 2 ، 3 ، 4 بطريقة متساوية .. فهذه مازورة مكونة من أربعة أضلاع .. فهذه مازورة لحنية مكونة من أربعة أضلاع .. أى أربعة أجزاء .. وبالطبع يمكننا نطق هذه المازورة بسرعة أو ببطء .. حسب سير الجملة اللحنية ..
ويمكننا نطق المازورة إيقاعياً .. هكذا ( دم ، تك ، تك ، دم ) أى 1 ، 2 ، 3 ، 4 .. وهذه أيضاً مازورة إيقاعية مكونة من أربعة أضلاع .. ونقول عليها .. المازورة الرباعية ..
الأزمنة الموسيقية :
سنفترض أننا ننطق نغمة الدو أو المى أو السى .. أى نغمة .. وستكون تجاربنا على نغمة السى مثلاً ..
فيمكننا نطقها هكذا ( سى ) .. ويمكننا نطقها هكذا ( سـى ) وأيضاً هكذا ( ســى ) وهكذا ( ســـــــى ) .. لعلنا لاحظنا أننا ننطقها فى كل مرة فى زمن أطول من سابقتها .. لماذا ؟ ..
لأننا يمكننا نطق نغمة السى حسب أضلاع المازورة الأربعة وفى نفس الزمن .. أى نقول ( سى ، سى ، سى ، سى ) .. أى 1 ، 2 ، 3 ، 4 .. أى أن كل نغمة تساوى وحدة إيقاعية واحدة ..
ويمكننا نطقها هكذا ( ســى ، ســى ) أى كل ســى تساوى وحدتان إيقاعيتان .. هل فهمنا .. حسناً ..
تعالوا الأن نتعرف على شكل الأزمنة الموسيقية كما تكتب على المدرج الموسيقى ..
لاحظنا فى الصورة السابقة بعض الرموز الموسيقية .. هذه تسمى الأزمنة الموسيقية ..
الشكل الأول ( روند ) .. هذا الزمن يساوى أربع عدات .. أى أربع أزمنة .. أى مازورة كاملة مكونة من أربعة أضلاع .. يعنى أننا لو شاهدنا هذا الرمز على المدرج الموسيقى .. فهذا يعنى أننا ننطق نغمة طويلة بزمن المازورة بأكملها ..
الشكل الثانى ( بلانش ) .. هذا الزمن يساوى عدتان .. أى زمنان .. أى نصف مازورة مكونة من أربعة أضلاع ..
الشكل الثالث ( نوار ) .. هذا الزمن يساوى عدة واحدة .. أى زمن واحد .. أى ربع مازورة ..
الشكل الرابع ( كروش ) .. هذا الزمن يساوى نصف عدة .. أى نصف زمن .. أى أننا ننطق النغمة ثمانى مرات داخل المازورة الرباعية ..
الشكل الخامس ( دبل كروش ) .. هذا الزمن يساوى ربع عدة .. أى ربع زمن .. أى أننا ننطق النغمة 16 مرة داخل المازورة الرباعية ..
وطبعاً كلما قل الزمن داخل المازورة .. كلما كان نطق النغمة أسرع فأسرع ..
وهنا يجب أن نعرف أنه يوجد الكثير من المصطلحات والأشكال التى يجب على قارئ النوتة أن يعرفها حتى يستطيع التعامل مع النوتة بسهولة ويسر ..
ماهى الأجناس ؟ ..
جنس المقام هو طبيعته .. وذكرنا من قبل أن المقام هو الحالة المزاجية للجملة اللحنية ( فرح ، حزن ، شجن ، عاطفة ... ألخ ) .. ولكل مقام شخصيته المستقله التى تميزه بين المقامات الأخرى ..
ولقد قام الشرقيون بتقسيم المقام إلى جزئين أو أكثر .. أو جنسين .. جنس الأصل وجنس الفرع للتعبير عن شخصية المقام .. وبإختلاف هذه الأجناس تختلف المقامات .. وتتعدد المقامات الشرقية بتعدد جنس الفرع لكل مقام ..
مع تحيات .. أ.هشام محمد جمعه